
عقدت وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة الأمديست، اليوم الأحد، حلقة نقاش حول "معايير القبول في الجامعات الفلسطينية - ما بعد التوجيهي" ، وذلك ضمن برنامج تطوير الكوادر التعليمية (PFDP) الذي تنفذه الأمديست بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID).
وشارك في حلقة النقاش كل من مدير عام المنح والخدمات الطلابية د. أنور زكريا والوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي د. فاهوم الشلبي ومدير هيئة الاعتماد والجودة في التعليم العالي (AQAC) د. محمد سبوع ، ومدير عام برنامج تطوير الكوادر التعليمية (PFDP) د. جون نايت، والمستشارة التربوية للأمديست سناء التيم وعدد من ممثلي الجامعات الفلسطينية والقطاع الخاص والخبراء الأكاديميين.
وفي كلمته الإفتتاحية؛ شدد د. سبوع على أنه يجب إعادة النظر في أسس القبول في الجامعات الفلسطينية، وأن امتحان الثانوية العامة لوحده لا يكفي كمعيار للقبول.
بدوره؛ أشار د. أنور زكريا إلى أنه يجب إعادة النظر في نظام تقييم الطلبة وتصنيفهم لدخول الجامعات بما يتماشى مع التطورات العالمية الشاملة، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك معايير أخرى للقبول في الجامعات المحلية؛ خاصةً ما يتعلق بمهارات الطلبة، إضافةً لتحصيلهم المعرفي.
وقدّم زكريا عرضاً حول نماذج لمعايير القبول في عدد من دول العالم والتي كان القاسم المشترك بينها أن أداء الطالب خلال المرحلة الثانوية يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار مع التركيز على جوانب أخرى تتعلق بالمهارات الفردية للطلبة، وأضاف زكريا أن بعض المقترحات الحالية لتطوير معايير القبول تشمل أن تضاف ميزة المقابلة الشخصية مع الطلبة لتحديد قبولهم النهائي في الجامعة.
من جانبه شدد جون نايت على أن امتحان التوجيهي ليس معياراً يجب الاعتماد عليه بشكل كامل وحاسم لقبول الطلبة في الجامعات، وانما يجب إعطاء المهارات الفردية للطلبة أهمية كبرى في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن برنامج تطوير الكوادر التعليمية يسعى بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للتغيير للأفضل بخصوص هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتعلقة بالتعليم العالي في فلسطين.
وقال ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيد سامر سعد إن حلقة النقاش تهدف لمناقشة معايير أكثر فاعلية لقبول الطلبة في الجامعات الفلسطينية، وأن هذا الأمر ضمن اهتمامات الوكالة الأمريكية، بما يساهم في تطوير التعليم العالي الفلسطيني ومخرجاته. وأضاف سعد " يجب أن يكون هناك ضوابط فلسطينية للحفاظ على جودة التعليم العالي.
وتحدثت السيدة سناء تيم عن المعايير التي تعتمدها جامعات الولايات المتحدة الأمريكية لقبول الطلبة، حيث أوضحت أن هناك 4500 جامعة معتمدة، وهناك تباين في معايير قبول الطلبة فيها، مع وجود قواسم مشتركة بينها، مشيرةً إلى انه يجب على طلبة المدارس وهم في مرحلة الأول ثانوي ان يحضّروا أنفسهم ويتواصلوا مع الجامعات ليعرفوا أي الجامعات التي يمكن ان تقبلهم حسب مهاراتهم وتحصيلهم المعرفي في المدرسة.
وبينت تيم أن الجامعات الأمريكية تهتم بالأنشطة غير الصفية للطلبة كعيار لقبولهم، كأن تراهم نشطاء في المجتمع ولديهم مهارات القيادة والإبداع، هذا إضافةً لتحصيلهم العلمي.
وفي نهاية حلقة النقاش، أوصى المشاركون بضرورة إعادة النظر في أن يكون امتحان الثانوية العامة المعيار الوحيد للقبول في الجامعات الفلسطينية، والسعي لإدراج معايير إضافية أكثر فاعلية.
يذكر أن برنامج تطوير الكوادر التعليمية في الجامعات الفلسطينية، المنفذ من قبل أمديست بتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID)، ومؤسسات المجتمع المفتوح ( (Open Society Foundations؛ بدأ نشاطاته في عام 2005، وسيستمر لغاية العام المقبل، حيث يسعى لتطوير ورفع جودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، وتعزيز الثقافة المؤسساتية للتعليم والتعلم.